الأحد، 25 أبريل 2010

إكتشف نفسك : هل أنت من الرواد المحتملين؟

البروفيسور دانييل آيسنبيرغ
أستاذ الإدارة العمليّة في بابسون كوليج

بعضُ أصدقائك يقتحمون ميدانها، ومن يعتنقونها تراهم يتصدّرون صفحات الأخبار والمقالات كلّ يوم، بل وزعماء البلاد الناهضة يشيدون بها ويحثّون الناس عليها.. فهل ينبغي عليك الآن اقتحام لجّة الريادة؟

هل يمكنك وهل ينبغي لك الانضمام إلى الملايين الذين يقدمون على القفزة ويطلقون أوّل مشاريعهم؟

من خلال تجربتي المديدة كرائد أعمال - ثم كأستاذ ريادة جامعيّ في الوقت الحاضر- تعلّمت عن وجود حدّ تلاؤمٍ واستعداد يشعر في أعماقهم الواقفون على مشارف الريادة. هناك محرّكات داخلية قوية تدفع المرء إلى إطلاق عمله الخاص. ومن أجل هؤلاء الروّاد المحتملين وضعتُ هذه المجموعة من الأسئلة الاستكشافية التي توضّح رؤية المرء لنفسه، وتزيد ثقته فيما يتخذه من قرارات الإقدام أو الإحجام.

هل ينبغي أن تقفز؟ وهل ينبغي أن تقفز الآن؟
المهمّة بسيطة: أجب بنعم أو بلا على كلٍ من بيانات الأسباب والدوافع التالية. وتذكّر: الصدق مع النفس هو أوّل مقوّمات التأهّل للريادة، وتذكر أن من أخطر وأسوأ الخدع والأكاذيب هي تلك التي نقوم بها بأنفسنا.

1
- لا أحبّ أن يملي عليّ تصرفاتي آخرون أقل مقدرةً منّي.
2- أحب أن أتحدّى نفسي
3- أعشق الانتصار
4- أحب أن أكون مدير نفسي
5- أبحث على الدوام عن طرقٍ جديدة أفضل للقيام بالأمور
6- أحبّ تمحيص الأساليب والقناعات القديمة
7- أحب جمع الناس معاً لتحقيق المنجزات
8- أفكاري تبث الحماس في الناس
9- يكاد يستحيل عليّ الركون إلى أي حال والاقتناع بأي إنجاز
10- لا أصبر على الجلوس في مكاني دون أنجز شيئاً بنفسي
11- في معظم الأحوال يمكنني أن أجد بنفسي مخرجاً من الصعاب المآزق
12- أن واجه العواصف والغرق في مركبي خير لي من الرخاء واليسار في مراكب الآخرين
13- حيثما تبرز مشكلة تجدني مستعداً للانقضاض عليها
14- أعتقد أنّ الإنسان -مهما كان عمره- يبقى قادراً على تعلّم مهارات وأساليب جديدة، أو حتّى ابتكارها.
15- هنالك أفرادٌ في عائلتي يستقلّون بتسيير أعمالهم الخاصة
16- لديّ أصدقاء يديرون أعمالهم الخاصة
17- في فتوّتي وبداية شبابي كنت أعمل بعد الدراسة وفي العطلات
18- الخوض في تعاملات البيع للناس يبثّ فيّ حيويةً واندفاعاً كالتي تصيب الرياضيّين في المسابقات
19- تحقيق النتائج مصدر بهجتي الأكبر
20- يمكنني صياغة اختبار أفضل من هذا. (وما كنت سأغيّره أو أضيفه هو...)

إن أجبت بنعم على سبعة عشر أو أكثر من البيانات السابقة، فامض الآن إلى الخطوة التالية وانظر في دفتر شيكاتك (إن كنت محظوظاً ولديك هذا الدفتر). إن لم تكن الشركة التي أصدرت تلك الشيكات مملوكةً لك فعلاً فهذا أوان الغوص في دراسة ظروفك واستكشاف دوافعك.

هل عليك ديون ينبغي تسديدها؟ هل لديك أبناء على مقاعد الدراسة؟ هل تجب عليك نفقةٌ عائلية لا فكاك منها؟

إن كان الأمر كذلك فإن من الأفضل لك التمهّل والانتظار، وأمّا إن كان لديك ذخيرةٌ من المال السائل (وبطاقات ائتمان شغّالة)، وإن كان يقف مشجّعاً وداعماً إلى جانبك شريك حياة أو أفراد أسرة أو أصدقاء فما عليك من بأس في أن تمضي إلى استكشاف نوع العمل الذي تحب إطلاقه.

والعمر ليس قضية يحسب حسابها هنا. وعلى سبيل الاطمئنان تخبرك الدراسات الحديثة أن أعداد من يطلقون شركاتٍ ناشئةً وأعمارهم تتجاوز الخمسين تزداد يوماً بعد يوم.

تحدّث إلى من قاموا بالقفزة فعلاً. تعلّم كيف تخطّط وكيف تنتهي إلى تقديم منتجك أو خدمتك. ادرس تفاصيل تلك الشركة الصغيرة التي تتطلّع إلى شرائها. تحدّث مع الناس الذين ترغب في عملهم إلى جانبك وتحدّث كذلك مع عملائك المحتملين.

الريادة درب تختاره عن تعقل
هو ليس هواية مزاجية كما إنّه ليس مهرباً اضطرارياً
"أهوى اقتحام المخاطرة" ليس من بيانات الاختبار التي اخترتها لكم. والسبب في ذلك هو أن الروّاد لا يختارون سلوك الريادة لأنهم يرغبون في نمط حياةٍ أكثر خطورة.

ما يقومون به حقاً هو المقارنة والاختيار بين نوعين أو مجموعتين من المخاطرات: تضم المجموعة الأولى كلّ ما يكرهونه في الوظيفة الثابتة (مثل الضجر، العمل لدى مدير سيّء، فقد الاستقلالية، ضعف التحكم بالمصير، والخوف من الاستغناء عن خدماتهم في أية لحظة) وتضم المجموعة الثانية الأشياء التي يخشونها في سلوك الريادة مثل (الإخفاق، غموض الأمور المالية، التعرّض للخجل والإذلال، ضياع المال المستثمر).

وفي النهاية يتوصّل من كتب لهم أن يصبحوا روّاداً إلى الاقتناع بأنّ ما لديهم من مقدرات وخصال (الروح القيادية، وغنى الموارد، والشجاعة، والجلد) أو ما لديهم من أصول ومقوّمات مادية وغير مادية (مثل المال، أو الملكية الفكرية، أو المعلومات، أو الوصول إلى العملاء) ستخفّف تخفيفاً كبيراً مخاطرة سلوك الريادة وترجّح كفّتها. المخاطرة في النهاية تبقى تقديراً شخصياً: ما هو خطير لدى زيد ليس بالضرورة خطيراً لدى عمرو.

"
أريد أن أكون ثرياً" ليس من البيانات المختارة أيضاً. فمع الاستواء في بقية الظروف الأخرى (ونادراً ما يتحقق هذا الاستواء في الواقع) فإن عموم الناس الذين يطلقون أعمالهم الخاصة لا يكسبون من المال أكثر ممن يعملون لدى الآخرين.

والأقلّية التي تصيب ثروة طائلة من وراء الريادة لا تغيّر هذه القاعدة. لكنّ المكاسب المعنويّة (متعة التحدّي، والاستقلالية، وتقدير الجهد، وفسحة الإبداع والديناميكية) هي التي تجعل بذل الجهد واختيار مخاطرة الريادة مطلباً قيماً وجديراً بما يبذل من أجله.

وتقبلوا تحياتي،،

أسامة النباهين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق